بيان صادر عن شباب تعز

   


خذلت تعز كثيرًا، صمدت أكثر، وحاولت أن تتمسك بالسلام رغم فداحة الجرائم التي تعرضت لها بشكل يومي طوال السنوات التسعة الماضية، وهاهي اليوم، تتمسك مجددًا بخيار السلام، منتصرة على الحصار الجائر، بعد أن وجدت مليشيا الحوثي أنها فشلت في كسر تعز بحصارها الإرهابي الأطول في التاريخ.


إن تعز اليوم وهي تحقق نصرًا جزئيًا على المليشيا الحوثية التي استسلمت أمام صمود هذه المدينة وابنائها الأبطال، المدينة التي بذلت الأرواح والدماء لكي تبقى الجمهورية وتصمد الدولة، المدينة التي لم تهتز لجرائم الحرب الحوثية المتكررة بحقها، ولم يخذل أبنائها أبدًا المشروع الوطني، تقف اليوم مجددًا لتؤكد أن جرائم الحرب لن تسقط بالتقادم، وأن مليشيا الحوثي ستنال عقابها طال الزمن أو قصر.

خلال قرابة 10 سنوات حصار صمدت تعز في وجه قائمة طويلة من جرائم الحرب الحوثية، قصفًا وقنصًا وتجويعًا وتهجيرًا وحرمان من حرية التنقل وحق الوصول إلى الرعاية الصحية وحق الوصول إلى التعليم، وحقوق كثيرة أخرى.


إن المادة 13/ 1 من الاعلان العالمي لحقوق الإنسان تنص على أن "لكل فرد حق في حرِّية التنقل، وفي اختيار محل إقامته داخل حدود الدولة"، وهو حق سلبته المليشيا الحوثية من 4 ملايين مدني طوال قرابة 10 سنوات، كما أن المادة 14 من البروتوكول الثاني الاضافي لاتفاقيات جنيف تحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب القتال، وهو ما يضيف تأكيدًا جديدًا على أن الجرائم الحوثية بحق تعز لن تسقط بالتقادم.


الأخوة الشرفاء والمناضلين في كل ربوع اليمن، قبل تسعة أعوام وقع أول اتفاق لإنهاء حصار تعز، تحديدًا في الرابع عشر من ابريل 2016م، غير أن أكثر 71 الف ساعة مرت ولم يفتح الحوثيون طريقًا واحدًا للمدنيين، رغم تعدد جولات التفاوض، وها هي المليشيا الحوثية، تقبل اليوم على مضض بفتح طريق واحدة لن تنهي الحصار، لكننا نؤمن أن التسهيل وتخفيف معاناة أبناء تعز أهم الآن وأعلنت السلطات جاهزيتها لتأمين مرور المواطنين من الطريق التي لم يغلقها إلا الحوثي وحده، مع تأكيدنا على أن إنهاء الحصار لا يكون إلا بإنهاء كل آثاره ونزع كافة الألغام وضخ المياه والسماح بإخراج القمامة والقبول بالتعامل بالعملة القانونية في مناطق سيطرتها، وصولًا إلى انسحاب المليشيا الحوثية إلى خارج الحدود الجغرافية للمحافظة.


الأخوة الشرفاء والمناضلين في كل ربوع اليمن، وبالذات في مناطق سيطرة المليشيا الحوثي، لم تكن المعركة معركة تعز وحدها، وإنما معركة اليمن، كل اليمن، وقد خاضتها تعز ببسالة وصمدت في وجه أعتى الظروف وأقسى الجرائم، تجرعت الخذلان وتحمل أبنائها أن يدفعوا وحدهم ثمن صمودهم في وجه الكهنوت ومشروعه السلالي، وإننا اليوم في لحظة تاريخية يتجدد من خلالها عهد تعز ووعدها، فإما جمهورية وإما جمهورية، ولا خيار ثالث.


حان الوقت لنتقن كيف نصنع خلاصنا، لا شيء مستحيل، لقد سبق لهذه المدينة أن صنعت تاريخًا مجيدًا في سبتمبر وأكتوبر وفبراير، وستفعل ذلك اليوم لتحرر نفسها وتحرر اليمن المجيد، وهو ما يتطلب منا جميعًا أن نعي حجم التحدي، وأن نكون بحجم المرحلة، مستمرين في نضالنا لتعرية التضليل الحوثي وجاهزين كل يوم لصناعة الخلاص المنتظر، على عهد الجمهورية ووعد تعز الأبدي.


الجمعة 14 يونيو 2024



إرسال تعليق

أحدث أقدم