" البركاني نموذج للعظمة الإنسانية من جيل الكبار، كثيراً ما نغفل عن جوهر الشخصيات التي تظل حاضرة في المشهد العام لفترات طويلة.
نعرف اسم سلطان البركاني جيداً، لكن ربما نغفل عن جوانب شخصيته الملهمة التي تتجاوز الأدوار السياسية التي لعبها في تاريخ اليمن.
البركاني ليس مجرد رجل دولة، بل هو نموذج للعظمة الشخصية وقيمها الأصيلة، الإنسان العظيم لا يُقاس بما يتقلده من مناصب، بل بما يحمله في داخله من أصالة وروح متفردة.
الشيخ سلطان يمثل هذا النموذج النادر، حيث تتجلى في شخصيته حكمة تتجاوز المواقف العابرة والمناصب، ليبقى إنسانًا يتميز بحضور مؤثر وروح متجددة بين أقرانه.
المناصب قد تأتي وتذهب، ولكن الثبات في جوهر الشخصية، وقدرتها على التعامل مع المتغيرات بمرونة وقوة، هو ما يميز الشخصيات العظماء الشيخ سلطان البركاني يمتلك هذه القدرة الفريدة على التكيف والاستمرار، دون أن يفقد أصالته أو يفقد تركيزه على القضايا الكبرى التي تشغل باله.
في بيئة مشوشة قد تتأثر الأحكام الشعبية حول الشخصيات العامة، لكن مهما كانت الآراء متباينة حول البركاني، لا يمكن إنكار أثره الكبير ودوره الفاعل في مسيرة اليمن، وما يلفت الانتباه في شخصيته هو ذاكرته الحادة واهتمامه العميق بكل من حوله، فهو شخص يتذكر التفاصيل الصغيرة، وكأنه يحمل في داخله أرشيفًا لكل من قابلهم.
البركاني لا يلتفت للتفاصيل الهامشية أو الصغائر، فهو دائم التركيز على القضايا المصيرية، مقدِّمًا نموذجًا للتفاني والتوجه نحو ما يخدم مصلحة اليمن.
خلال زيارته الأخيرة لمسقط رأسه، توافد إليه الناس من كل الأطياف الاجتماعية والسياسية لحل نزاعاتهم، وكانت كلمته هي الحكم والفصل، دليل على حكمته الراسخة.
حتى في أوقات الشك وفقدان الثقة في الأوضاع الراهنة، يبقى سلطان البركاني ثابتًا في قيمه، ويمثل في حضوره مصدر إلهام وثقة لكل من حوله.
ختاما قناعتي الراسخة أن البركاني هو تجسيد للعظمة والفاعلية في كل ما مارسه من أدوار، وأن تاريخه يشهد على روح يمنية خالدة أعطت كل ما لديها لوطنها، وستبقى للتاريخ والشعب الكلمة الأخيرة في تقدير عظمة هذا الرجل.